[-screenshot.png[/IMG]
هذا الدور الذي لعبه الشيخ بيوض في توحيد بني مزاب على رفض تقسيم التراب الوطني
عندما تقف أمام الحاج سيد احمد بن علي يهيم بك الحديث في شعاب الثورة.. تتعطل لغتك وتجبر على وضع أسئلتك جانبا والإصغاء فقط لكلامه وهو يتوغل في الذاكرة ويستعيد جراح انتفاضة التحرير وبطولاتها.. دخلنا بيته
آن للمتاجرين بالتاريخ وبالثورة أن يصمتوا
هذا الدور الذي لعبه الشيخ بيوض في توحيد بني مزاب على رفض تقسيم التراب الوطني
عندما تقف أمام الحاج سيد احمد بن علي يهيم بك الحديث في شعاب الثورة.. تتعطل لغتك وتجبر على وضع أسئلتك جانبا والإصغاء فقط لكلامه وهو يتوغل في الذاكرة ويستعيد جراح انتفاضة التحرير وبطولاتها.. دخلنا بيته
- واقتحمنا عزلته ذات مساء عاصمي وافق فيه الحاج سيدي احمد بن علي على سرد قصة المظاهرات الكبيرة التي استعادت الجزائر من خلالها استقلالها. وقبل أن يدخل بنا في صلب الحكاية تأسف كثيرا "هناك من أسس جمعيات باسم 11 ديسمبر وصار يكتب ويكذب ويفتري على الناس ويسيء لذاكرة الثورة"، قبل أن يضيف:"بعد الاستقلال قررت الانسحاب من السياسة لأنني لا أفهمها، أنا إنسان بسيط أفهم في التجارة وقدمت ما استطعت لبلدي، مالي وشبابي واعتبرت ما قمت به واجبا وطنيا، لكنني عندما رأيت من يحاول تزييف الأحداث قررت الخروج عن صمتي وقررت تأليف كتاب يحمل شهادة مفصلة عن الأحداث، ويكذب كل من يقول أن11 ديسمبر كانت حدثا عفويا أو جاءت بطريقة "يا زهرة في خيالي".
- يستغرق الحاج سيد احمد بن علي في رواية بداياته بالحديث عن المدرسة الفرنسية التي طرد منها وهو في الثانية عشر "لأن فرنسا يومها لم تكن تسمح لأبناء العرب والمسلمين بتجاوز هذا العمر، والمستوى الدراسي، حيث يوّجهون لـ "السيراج" و"بيع السردين" لهذا لم يجد الطفل سيد احمد آنذاك طريقا آخر غير الانخراط في الكشافة الإسلامية الجزائرية بالبليدة "فانضممت إلى فرقة كانت تحت رئاسة الطيب أبو الحسن وحسن الحسني، المدعو بوبقرة، وكانت تتجوّل بين قرى ومداشر البليدة تقدم عروضا ظاهرها هزلي وباطنها دروس في السياسة وتوعية الشعب".
- وكانت بداية الوعي المبكر للطفل وانفتاحه على الوطنية في عام 1945، وكان قد بلغ الخامسة عشر عندما انخرط في "حزب الشعب الجزائري"، حيث كان يشرف على بيع صحيفة "آلجيري ليبر" الممنوعة من الصدور والتي كانت توّزع بطريقة سرية.
- في هذه الفترة انضم سيد احمد بن علي إلى الشباب المناضل المكلف في الحزب بضمان أمن القيادات كمصالي الحاج ولحول حسين وأحمد بودة في جولاتهم بالبليدة.
- وعن مغامرات تلك الفترة يروي عمي سيد احمد كيف أنه وأعضاء من فرقة أبو الحسن "اضطررنا ذات ليلة، ونحن عائدون من بواسماعيل، للمبيت في "بالومبيتش" التي كانت يومها مجرد غابة كبيرة علقوا على مدخلها لافتة كبيرة تقول "مكان ممنوع على الكلاب والأحصنة والعرب"، وجاءتنا الشرطة على الخامسة صباحا فأشبعنا ضربا، لكن الحادثة لم تمنعنا من تكرار التجربة".
- من عالم المال والأعمال إلى سجون الاحتلال
- عرف الحاج سيد احمد بن علي في البليدة بالثراء منذ سنوات ثورة التحرير، حيث تمكن في عام 1959 من تحقيق أرباح طائلة عندما استثمر في تجارة "الأدوات المنزلية"، وهو المجال الذي كان غير مطروقا سابقا من طرف العرب، فذاع صيته وسط التجار اليهود الذين كان ينافسهم، لأن الجزائريين والعرب صاروا يفضلونه "فتوّسعت تجارتي وصرت أملك بدل المحل 6 محلات، وأصبحت أرباحي تفوق الـ 120 مليون فرنك في عام 1954 ".
- وعند اندلاع حرب التحرير كان الحاج سيد احمد بن علي قد كوّن ثروة لا بأس بها، استطاع أن يقدم بفضلها خدمات مادية جليلة للثورة، حيث تم توقيفه لأول مرة من طرف الجيش الفرنسي في عام1955 عندما كان يقدم مساعدات لأهالي المحبوسين، حيث خصص شاحنتين لنقل المؤونة للمحبوسين في سجون الحراش والبليدة والبرواقية وسركاجي.
- أما التوقيف الثاني فكان في 1957 بتهمة كبيرة "لأنني كنت في جماعة الخمس بالبليدة التي كانت تعيد بسط النظام قبل أن يلقي المظليون عليهم القبض وتم اقتيادهم إلى مصنع الصابون في البليدة، وهناك تعرضت إلى أشد أنواع التعذيب"، ثم يضيف "كانت معركة الجزائر في أيامها الأخيرة بعد إلقاء القبض على جماعة ياسف سعدي، جاءنا المظليون إلى البليدة وبحوزتهم قائمة بأسمائنا، فتم توقيفنا وعذبنا بالصابون و"البوتاس" ..هناك الكثير من الرفاق الذين ماتوا تحت التعذيب".
- لحظات يصمت فيها الحاج متأثرا بدموعه وهو يتذكر رفقاء الدرب كالشهيد مصطفى تشاكير، الذي أطلق اسمه على ملعب البليدة، والأخوين محمد وجمال لعروسي، ونور الدين الزوراري والشناتي وأولاد بن سي علي، المتحدث نجا يومها من الموت بأعجوبة بعد أن أطلق سراحه نتيجة هبوط ضغطه إلى 8 درجات، وأدخل على إثرها مستشفى مصطفى باشا، غير أن موعده مع السجون الفرنسية تجدد شهرين فقط بعدها، حين ألقي عليه القبض من طرف "لي بيار سي أي"، الذين كانوا يعرفون بـ "لي فولونتير دو لامور" أو "متطوعو الموت"، والتهمة دائما جاهزة "التآمر على أمن الدولة" و"الانتماء لجماعة محظورة". قضينا 55 يوما تحت التعذيب كانوا يضعوننا في أقفاص للقردة وفي عز شهر أوت أطلق سراحي في 1959 ووضعت تحت الإقامة الجبرية.