تقديم كتاب قوانين النهضة
عرض وتلخيص: إسلام العدل – يقظة فكر
مقدمة:
حتى نستطيع دخول هذه المرحلة المرتقبة التي نبشر بها، يجب أن نتعرف على سنن الله في كونه، وعلى القواعد التي تحكم عملية النهوض في أيّ مجتمع من المجتمعات. والتعرف على قوانين النهضة أمر مهم جداً لكل من يهفو قلبه إلى التغيير، وإلا ضاع فريسة الارتجال. ولقد وجهنا المولى عز وجل إلى أن للكون قوانين ثابتة، فقال تعالى: {فلن تجد لسنة الله تبديلاً ولن تجد لسنة الله تحويلاً}، وقال: {لا تبديل لخلق الله}. ففي الكون والنفس والسنن الاجتماعية الكثير من القوانين الثابتة. من أعرض عنها فقد ألغى عقله وأضر بنفسه.
إن الحاجة قد باتت ملحة لتأمل التجربة التاريخية البشرية لنستقي منها العبرة. ومن خلال هذه الدراسة التاريخية تم استخلاص هذه القوانين المركزة، والغرض منها تنظيم الخارطة الذهنية لقادة النهضة والعاملين فيها.
وقد تم اختيار هذه القوانين لأن الأمّة اليوم في أمس الحاجة إليها. فهناك قصور ملحوظ في مفهوم الأفكار المركزية ودورها، وطبيعة الفكرة المركزية ودورها. وهناك قصور في معرفة دور المحور النفسي. وهناك تشوه في فهم الدور الوظيفي لشرائح إنجاح الفكرة. وهناك أفكار معيقة في التربية. وهناك غياب لمفهوم المؤشرات الحساسة. وهناك صورة ونظرة ضيقة لمفاهيم التدافع والتداول والفرصة التاريخية. ثم هناك ارتباك لأوضاع مرحلة ما بعد التمكين واحتياجاتها. وهذه القوانين تشكل بعض ملامح الإجابة على هذه الاختلالات.
والتعامل مع هذه القوانين يتم على مستويين:
القانون الأول:
أهمية القانون:
الفكرة المركزية:هي عبارة عن مجموعة المبادئ العامة التي تعتمدها أي دعوة أو حركة أو تجمع. أو المبدأ الذي تعتنقه الدولة، وتنظم حياتها تبعاً لتعاليمه. ودور الفكرة هو صياغة كل مظاهر الحياة وفقها، وتصبح هي محور حركة الدولة.
مواصفات الفكرة المركزية:
مكونات الفكرة المركزية:
تتكون الفكرة المركزية من جزأين:
أمامنا ثلاثة أفكار مركزية كبرى. تطرح كل منها كلمات مثل الحرية والمساواة والتعايش والتراضي والحوار والدستور وغيرها. هذه الكلمات كالحرية والعدل والمساواة عندما تُجرد بمثل هذا الشكل تسمى مفاهيم. وهذه المفاهيم في حد ذاتها ليست موضع خلاف. ولكنها تحدد من خلال الفكرة المركزية وتصطبغ بها، ومن هنا يأتي الخلاف.
كلما كانت الفكرة المركزية لعملية التغيير متفقةً مع المنظومة القيمية في المجتمع المراد تغييره، كلما كانت عملية التغيير أسرع وأنجح.
إن الفكرة المركزية وحدها ليست كافية لتحريك الجماهير؛ بل لابد أن يصحبها فكرة محفزة من صلب الفكرة المركزية وتبني على تراثها.
الأفكار المحفزة: هي التي تخاطب فينا البواعث الداخلية النفسية الدفينة وهي المحور الذي يتم استقطاب الناس من خلاله. وهي كذلك بالضرورة تعالج مشكلة محسوسة بشكل مباشر للمخاطبين بالفعل.
مواصفات الفكرة المحفزة:
معادلات القانون:
عرض وتلخيص: إسلام العدل – يقظة فكر
مقدمة:
حتى نستطيع دخول هذه المرحلة المرتقبة التي نبشر بها، يجب أن نتعرف على سنن الله في كونه، وعلى القواعد التي تحكم عملية النهوض في أيّ مجتمع من المجتمعات. والتعرف على قوانين النهضة أمر مهم جداً لكل من يهفو قلبه إلى التغيير، وإلا ضاع فريسة الارتجال. ولقد وجهنا المولى عز وجل إلى أن للكون قوانين ثابتة، فقال تعالى: {فلن تجد لسنة الله تبديلاً ولن تجد لسنة الله تحويلاً}، وقال: {لا تبديل لخلق الله}. ففي الكون والنفس والسنن الاجتماعية الكثير من القوانين الثابتة. من أعرض عنها فقد ألغى عقله وأضر بنفسه.
إن الحاجة قد باتت ملحة لتأمل التجربة التاريخية البشرية لنستقي منها العبرة. ومن خلال هذه الدراسة التاريخية تم استخلاص هذه القوانين المركزة، والغرض منها تنظيم الخارطة الذهنية لقادة النهضة والعاملين فيها.
وقد تم اختيار هذه القوانين لأن الأمّة اليوم في أمس الحاجة إليها. فهناك قصور ملحوظ في مفهوم الأفكار المركزية ودورها، وطبيعة الفكرة المركزية ودورها. وهناك قصور في معرفة دور المحور النفسي. وهناك تشوه في فهم الدور الوظيفي لشرائح إنجاح الفكرة. وهناك أفكار معيقة في التربية. وهناك غياب لمفهوم المؤشرات الحساسة. وهناك صورة ونظرة ضيقة لمفاهيم التدافع والتداول والفرصة التاريخية. ثم هناك ارتباك لأوضاع مرحلة ما بعد التمكين واحتياجاتها. وهذه القوانين تشكل بعض ملامح الإجابة على هذه الاختلالات.
والتعامل مع هذه القوانين يتم على مستويين:
- مستوى الفرد: يتم تصحيح خارطته المفاهيمية والتصورية، فيحسن التلقي والعمل.
- مستوى القادة والحركات النهضوية: يُعلم متطلبات إنجاز مثل هذا العمل وشروط تحققه، فلا تدور عجلة العمل بالسير في المكان وإجهاد الجسد من غير تقدم للأمام.
القانون الأول:
الفكرة المركزية، “لكل نهضة فكرة مركزية وفكرة محفزة”
أهمية القانون:
- تحديد ضوابط ومنطلقات العمل النهضوي.
- تحديد شكل النهضة المنشودة.
- تحديد خطاب وفكرة الحشد الجماهيري.
الفكرة المركزية:هي عبارة عن مجموعة المبادئ العامة التي تعتمدها أي دعوة أو حركة أو تجمع. أو المبدأ الذي تعتنقه الدولة، وتنظم حياتها تبعاً لتعاليمه. ودور الفكرة هو صياغة كل مظاهر الحياة وفقها، وتصبح هي محور حركة الدولة.
مواصفات الفكرة المركزية:
- تتجسد في أيديولوجيا قادرة على صبغ كل مجالات الدولة بها.
- قادرة على التعامل مع المتغيرات المستمرة.
- مركبة بحيث لا يفهمها بدقائقها عامة الناس بسهولة. فلا يلم بها إلماماً جيداً إلا المثقفين وقادة الرأي.
مكونات الفكرة المركزية:
تتكون الفكرة المركزية من جزأين:
- جزء صلب وهو الذي يعطي الوصف للفكرة. (مثل العقيدة والعبادات والأوامر والنواهي)
- جزء مرن وهو الذي يستجيب لاحتياجات كل مجتمع وخصوصياته. (مثل ما تركه الشارع ولم يرد فيه نص)
- الشيوعية ( المبدأ الجماعي تقليص حقوق الفرد لصالح المجموع)
- الليبرالية (المبدأ الفردي: حرية الأفراد وحمايتهم من تغول الدولة)
- الإسلام (مبدأ الموازنة: بين حقوق الفرد وحقوق المجتمع)
أمامنا ثلاثة أفكار مركزية كبرى. تطرح كل منها كلمات مثل الحرية والمساواة والتعايش والتراضي والحوار والدستور وغيرها. هذه الكلمات كالحرية والعدل والمساواة عندما تُجرد بمثل هذا الشكل تسمى مفاهيم. وهذه المفاهيم في حد ذاتها ليست موضع خلاف. ولكنها تحدد من خلال الفكرة المركزية وتصطبغ بها، ومن هنا يأتي الخلاف.
كلما كانت الفكرة المركزية لعملية التغيير متفقةً مع المنظومة القيمية في المجتمع المراد تغييره، كلما كانت عملية التغيير أسرع وأنجح.
إن الفكرة المركزية وحدها ليست كافية لتحريك الجماهير؛ بل لابد أن يصحبها فكرة محفزة من صلب الفكرة المركزية وتبني على تراثها.
الأفكار المحفزة: هي التي تخاطب فينا البواعث الداخلية النفسية الدفينة وهي المحور الذي يتم استقطاب الناس من خلاله. وهي كذلك بالضرورة تعالج مشكلة محسوسة بشكل مباشر للمخاطبين بالفعل.
مواصفات الفكرة المحفزة:
- فكرة مستقاة من الفكرة المركزية ومنطلقاتها.
- فكرة غير مركبة وبسيطة جداً تستوعبها عموم الجماهير.
- فكرة تتعلق بصورة مباشرة بقضايا الناس وهمومهم.
- فموسى حرك قومه للخلاص من الاضطهاد بحلم الوصول إلى أرض العسل واللبن، أرض فلسطين.
- والرسول صلى الله عليه وسلم يحرك العالمين للخروج من جور الأديان إلى عدل الإسلام في واقع كان الظلم فيه سائداً.
- مارتن لوثر كينج يقود حركة السود في أمريكا بطرح مطالب يستشعرها السود وتتفق مع قيم المجتمع الأساسية، وهي قضية المساواة.
- حركات التنمية المركزة في الصين، حيث الشعور القومي يطالب بصين موحدة مكتفية حرة، لها مكانتها بين الدول، وفلاحين فقراء يستشعرون الظلم الاجتماعي.
معادلات القانون:
- فكرة مركزية = أيديولوجيا تصبغ كل مجالات الدولة.
- فكرة مركزية = جزء صلب + جزء مرن
- فكرة مركزية + فكرة محفزة = نجاح على مستوى الحشد
- فكرة مركزية – فكرة محفزة = تفلت جماهيري