الصحفي الجزائري معترف به خارجيا ومهمّش داخليا

المشرف العام

المدير العام
طاقم الإدارة
قاسمي بشير (رئيس الملتقى ومدير معهد التربية البدنية والرياضية):
الصحفي الجزائري معترف به خارجيا ومهمّش داخليا
* حاورته: توفالي روحيةالحديث مع السيد قاسمي بشير مدير معهد التربية البدنية والرياضية بجامعة العلوم والتكنولوجية بوهران شيّق وذو شجون لا لشيء سوى لأن الرجل يملك ثقافة رياضية وكأنك أمام بحر من العلوم فهذه الشخصية كان لها الشرف أن ترأست الملتقى الوطني الأول لعلوم التربية البدنية والرياضية، والذي كان موضوعا بعنوان (الإعلام الرياضي وتأثيره على المجتمع الجزائري) حيث لم يبخل علينا الأستاذ بمنحنا جزء من وقته للدردشة معنا حول هذا الموضوع الشائك والمتشعّب والذي يخص طبقة مهمة في المجتمع تلعب الدور البارز في صنع قراراته أحيانا والرأي العام. حيث في مختصر الحوار الذي أجريناه معه استخلصنا من أقواله أن الإعلام الرياضي عامل مهم في التأثير على أفراد المجتمع سواء إيجابا أو سلبا. وأن الصحافة الرياضية في البلاد بإمكانها أن تتطور وتلحق بالركب شريطة أن تستفيد من الإهتمام والرعاية اللازمتين من المسؤولين. موضحا أن الإعلام الجزائري، يملك القدرات البشرية لكن هذه الأخيرة مهمّشة داخليا وتحظى باعتراف كبير خارجيا. مشدّدا على ضرورة استنجاد وسائل الإعلام الحالية بأهل الإختصاص إذا ما أرادت الرفع من مستواها والحصول على النتائج الجيدة مستقبلا.


بداية هل بالإمكان تقديم نفسك للقراء؟

- ڤاسمي بشير خريج معهد التربية البدنية والرياضية بجامعة مستغانم، متحصل على شهادة ليسانس والماجستير في نظريات ومناهج التربية البدنية والرياضية عام 2004 والماجستير هو تحضير لشهادة الدكتوراه تخصص تدريب رياضي.

درّست كأستاذ مساعد في جامعة مستغانم لموسم واحد وقبلها كنت أستاذا في ثانوية بتلمسان للتربية البدنية ثم 9 سوات بثانوية قاصدي مرباح بوهران وبعد تحصلي على شهادة الماجستير إلتحقت بجامعة بن باديس بمستغانم سنة 2005 مكثت فيها سنة واحدة ثم عدت إلى وهران لأتولى مهنة التدريس بمعهد التربية البدنية ثم نائب مدير الدراسات وحاليا مدير المعهد للسنة الثانية.


بصفتكم مديرا لمعهد التربية البدنية، ما هي المناهج المدرجة في البرنامج الدراسي؟

- عند إفتتاح المعهد كنا نعتمد على النظام الدراسي القديم الخاص بشهادة الليسانس حيث تخرّج العديد من أساتذة التعليم الثانوي، أما حاليا فإننا ندرس للسنة الثانية بالنظام الجديد (lmd) والذي ينال الطالب بعد نهاية الدراسة شهادة ماستر دكتوراه.

علما أنه في البداية طلبت الوزارة من المسؤولين تحديد البرنامج للنظام الجديد وهو ما جعلنا نقوم بإتصالات مع رئيس المجلس العلمي للتشاور في الأمر وقدمنا إتفاقية مع جامعة ليون الفرنسية وبعد المصادقة عليها تم إنشاء مؤسسة نموذجية لتجريب هذا النظام.


وعلى ماذا ركّزتم في اختياركم للمناهج الخاصة بالنظام الجديد؟

- في البداية أود أن أشير إلى أن الغرض من هذه الأنظمة الجديدة هو أن الطالب الذي يتحصل على شهادة البكالوريا لما يندمج في النظام سيكون له العديد من الإختيارات حسب نوعية التربص الذي يخضع له.


وماذا عن المواد المعتمدة في البرنامج؟

- هناك جانب الإجتماع الرياضي وعلم النفس الرياضي. فهناك العديد من التخصصات الرياضية والطالب له الحرية المطلقة في اختيار التخصص الذي يلائمه.


ألا تفكّرون في فتح تخصصات أخرى؟

- إلى جانب التخصص الذي تبنيناه في التربية البدنية والرياضية هناك تخصص آخر وهو التدعيم الرياضي والذي لم نسجل فيه كل الطلبات، لأن طاقة إستيعاب المعهد لا تتجاوز 100 طالب في الدفعة مقابل 300 طالب ممن رغبوا الإلتحاق في تخصص التدريب. علما أن الشروط المطلوبة للإلتحاق بالمعهد لا تعد وأن تكون إجراء امتحان الكفاءة البدنية والإختبار الشفهي. أما تخصص التربية البدنية والرياضية فهو يضم 120 طالب الذين يدرسون في الجذع المشترك قبل التحوّل إلى التخصص في السداسي الرابع والطالب بطبيعة الحال لديه حرية الإختيار.

ويعدّ العجز في المقاعد البيداغوجية السبب المباشر في عدم قدرتنا على فتح تخصّصات جديدة.


وهل هناك مشاريع جديدة لتدعيم التخصصات الحالية؟

- هناك مشروع تشييد معهد داخل جامعة »إيسطو« وتحديدا في المركب الرياضي للتربية البدنية سعته 1000 مقعد، هذا المشروع مع الأسف هو معلق منذ 6 سنوات لأن الغلاف المالي المخصص له تجاوز إمكانيات الولاية وهو مشروع وزاري كما أننا في المدى المتوسط نسعى لفتح تخصصات أخرى والتي تتمثل في البرامج الرياضية لذوي الإحتياجات الخاصة وكذا التسيير الرياضي والفرع الخاص بالإعلام الرياضي.



وهل يعاني المعهد من عجز من حيث المؤطرين؟

- من هذه الناحية لا يوجد إشكال فنحن نعمل بالتنسيق مع جامعة مستغانم، وهذا الموسم ستتخرج أول دفعة ماستر في التربية البدنية و54 طالب آخرين يستخرجون بشهادة ماستر مهني أما ديبلوم ماستر أكاديمي والبحث العلمي فهي خاصة بجامعة مستغانم. وقد تسأليني لماذا لا يوجد هذا التخصص بمعهدنا بوهران فأجيبك بأننا لا نملك مخبرا.


لنعرج إلى الحديث عن الإعلام الرياضي في الجزائر، فما هي نظرتكم السطحية له؟

- أعتقد أنه في السنوات الأخيرة هناك مبادرات لأجل تطوير الإعلام الرياضي لأن الإعلام بصفة عامة له دور مؤثر وهو عامل خارجي يؤثر على المجتمع مثلما هو الشأ بالنسبة للدورات الرياضية المنظمة التي تؤثر على المجتمع سواء المتخرّجين أو أصحاب المؤسسات التجارية الذين يتسابقون للإنضمام إلى الدورة على شاكلة السبونسور والإعلام له دور كبير في إيصال المعلومة لتحقيق الأهداف المرجوة.


وهل ترى أنه يواكب نظرائه في شمال إفريقيا والقارة العجوز؟

- في الجزائر يحتاج الصحفي إلى تكوين ولو أن هناك مجهودات واجتهادات شخصية وتجارية من بعض الإعلاميين. مع ذلك هناك أخطاء غير مقصودة ترتكب دون توقع نتائج سلبية.

ولكن الصحفي لا يتحمل المسؤولية لوحده، بل يحتاج إلى صقل لموهبته ورسكلة وكذا الإهتمام الكبير من السلطات.

وعودة إلى سؤالكم فلا أعتقد أنه يناظر نظراءه في شمال إفريقيا بنفس الريتم لا لشيء سوى لأننا لم نكن في نفس الإنطلاقة مع جيراننا لأسباب متداخلة، ولكن رغم ذلك أقول بأننا لسنا بعيدين عن مستوى شمال إفريقيا يتوجب علينا التحلي بالإرادة والإستفادة من تحركات أهل الإختصاص. فهناك إمكانات بشرية ومادية هائلتين يجب الإستثمار فيها.


حسب رأيكم وأنتم أدرى بشؤون الإعلام هل يمكن لهذا الأخير أن يتطور في بلاد تعاني الأزمات؟

- لو نقارن من الناحية المادية والبشرية فإننا نستطيع التكيف مع أسباب النجاح بمحاولة تكييف إعلامنا مع القدرات المتوفرة لتحقيق مقومات النجاح.


لماذا لا تمنح وسائل الإعلام الفرصة لأهل الإختصاص؟

- كان هذا في الماضي، أما حاليا فلزاما على وسائل الإعلام أن تستنجد بأهل الإختصاص تماشيا مع دخولها عالم الإحتراف، وهي مجبرة على ذلك إذا أرادت أن ترفع من مستواها وتبحث عن النتائج، ولعلمكم أن الإبداع موجود عند هؤلاء المختصين فالإعلام من الواجب أن يكون بناءا.


الكثير من اللغط أثير حول أخلاقيات المهنة، فما موقع الإعلام الرياضي من هذه الناحية؟

- حتى نلتزم بأخلاقيات المهنة لزاما على الإعلام الرياضي أن يكون بناءا هذا ما يمكنني قوله من هذا الجانب.


ماهي حسب إعتقادك الأسباب التي جعلت بعض الأقلام تخرج عن جادة الصواب؟

- المقال الصحفي قادر أن يقلب موازين القوى والإعلام يلعب دور كبير في التأثير على أفراد المجتمع وأعتقد أن الصحفي لزاما عليه أن يحترم أخلاقات المهنة. فنحن نسلم بأنه هناك تحيز لغرض معين من بعض رجال الإعلام وقد تخلق مقالات حالة من الإحتقان ولتفادي ذلك يجب أن يكون الصحفي حيادي.


لا يمكننا أن نتحدث عن واقع الإعلام الرياضي دون التطرق للمشاكل التي يعاني منها الصحفي ما قولك؟

- أكيد فالصحفيين يعانون من مشاكل كثيرة تؤثر بشكل أو بآخر على مردودهم المهني وعليه فيجب رد الإعتبار لرجال الإعلام ولا يكون ذلك إلا بحل مشاكلهم الإجتماعية والمهنية على وجه الخصوص وعلى المسؤولين أن يتبنوا إستراتيجية عمل لتطوير الإعلام الرياضي وذلك بتوفير كامل الشروط الضرورية لراحة الصحفي مع ضمان الحماية له، ووضع وسائل العمل تحت تصرفه وإعادة النظر في شروط التكوين ومتابعته ميدانيا.

ونحن ندرك أن نادرا ما تلقى وسيلة إعلامية تقوم بتوفير هذه الشروط وهو ما يجعلنا نعيش على وقع مردودية هزيلة في الإعلام الرياضي الحالي لأني واثق جدا أن إخواننا الصحفيين يعملون في ظروف مهنية صعبة للغاية.


هل يمكن لكم أن تذكروا لنا أوجه الإختلاف بين الإعلام الرياضي ماضيا وحاضرا؟

- أعتقد أن هناك صحوة إعلامية في الفترة الأخيرة مكنت من الرفع من مستوى الإعلام الرياضي والخروج من القوقعة التي كانت تعشّش فيه لسنوات طويلة.

فشل الإعلام الرياضي يمثل ذلك الإطار الذي يملك شهادة في الإختصاص ويتوفر على خبرة وتجربة ميدانية وكلا العاملين المذكورين ساعداه على النجاح في مهمة التأطير. وعليه فالإعلام الرياضي يتوجّب عليه أن يكون متكاملا حتى يصل إلى القمة ولن يكون له ذلك إلا إذا توفر على صحفيين ذوي شهادات جامعية ويملكون خبرات اكتسبوها من العمل الميداني.


الإعلام الرياضي أصبح في المدة الأخيرة بابا يدخله كل من هب ودب، هل لكم دراية في هذا الأمر؟

- أعلم ذلك وهو في الحقيقة أمر مؤسف للواقع وفي صحافتنا فيجب أن يكون المنصب الخاص لأهل الإختصاص وهنا أقترح أن يكون التوفيق بين المعاهد الجامعية ووسائل الإعلام المتنوعة، فمن غير المعقول أن يتم توظيف شخص يملك مستوى أقل من الجامعي كصحفي أو شخص آخر يملك شهادة جامعية في اختصاص ما يوظف في الصحافة التي لم يدرسها أبدا.


هل يمكن للإعلام الرياضي أن يحترف تماشيا مع ثقافة الإحتراف السائدة في الكرة الجزائرية؟

- إذا توفرت جميع الوسائل والشروط الضرورية لذلك يمكن للإعلام الرياضي أن يدخل هو الآخر عالم الإحتراف، على غرار ما هو وجود في أوروبا، فيمكن ترسيخ ثقافة الإحتراف لو توفرت الوسائل وهيئت الظروف المناسبة. فالإحتراف كما تعلمون يعتمد أساسا على تغيير الذهنيات قبل أي شيء آخر.


ماذا يعني لك تهافت القنوات العربية الرياضية على الإعلاميين الجزائريين في الآونة الأخيرة؟

- قدرات الجزائري معروفة وهناك نوايا من الفضائيات الرياضية للإستثمار في هذه القدرات وأقول بأن ذلك هو اعتراف من الخارج للمستوى الكبير للإعلاميين الجزائريين بالمقابل هو تهميش داخلي وكلنا يعلم أن الصحفيين الجزائريين يمتازون بحسن النطق وهي صفة لا تتوفر في الإعلاميين من بقية الدول العربية.


نترك لك المجال للقول ما تريد في ختام الحوار؟

- ما يمكنني قوله هو أن أتوجّه بتشكراتي الخالصة لجريدتكم التي كانت ولا تزال منبرا إعلاميا شامخا، كما أتمنى أن تتحسن أحوال الرياضة الجزائرية عامة وأرجو أن تجد هذه الإطارات المتخرجة فرصة لترجمة ما درسته نظريا على الميدان.


 
عودة
أعلى