التغيير لمجابهة المتغيرات

المشرف العام

المدير العام
طاقم الإدارة
التغيير لمجابهة المتغيرات
ArticleIndex_01.gif

change01.jpg

يعد التغيير أهم عناصر نجاح إدارة الأعمال في الوقت الحاضر. ويتعين على المؤسسات والأفراد المنتمين لها أن يتبنوا اتجاهات إيجابية حيال مبدأ التغيير؛ وذلك للحفاظ على وضع جيد في الأسواق التي تتميز بالتنافس المستمر. ولا شك أن تجاهل النزعة الداعية للتغير أو التقليل منها، قد يكون مكلفاً جداً؛ ذلك أن إدارة التغيير تعلّم المديرين كيف يتقدمون المنافسين بخطوة، فضلاً عن كيفية تحديد النزعات وتوجيهها واستباق التغيير من أجل البقاء.


أسباب التغيير
يؤثر مبدأ التغيير في كل جانب من جوانب الحياة ولا شك أن تبنّي مفهوم حيوي تجاه مبدأ التغيير لا يشكل الأساس الوحيد للاضطلاع بمسؤوليات المستقبل، لذا يتعين على المتعامل مع هذه المسألة – سواء أكان مؤسسة أم فرداً – أن يتناول هذا الموضوع بعقل متفتح، وأن يتعلم كيفية تطوير عناصره الإيجابية وإذكائها.

الانفتاح على التغيير
يعد مبدأ التغيير بالنسبة للمؤسسات السبيل الوحيد للحفاظ على وضع التنافس، ولتحقيق النمو المطلوب. أما بالنسبة للأفراد؛ فتساهم الفرص المستحدثة من خلال التغيير في إثراء الحياة العملية الشخصية لأولئك الأفراد. ويمكنك التعامل مع مبدأ التغيير من خلال ثلاث طرق هي: المناهضة – الاتّباع – الاستباق. يحاول المناهض البقاء على ما هو عليه – وذلك أمر مستحيل – في المواقف التي تقتضي التغيير، وفي نهاية المطاف يكتشف أغلبية الأفراد والمؤسسات الذين يبادرون إلى مقاومة التغيير أن عليهم أن يتبعوا مبدأ التغيير محاولين تحصيل ما فاتهم. وإذا ما آلت مساعيهم إلى الفشل، فلا شك أنهم بذلك يواجهون مشكلات كبيرة في مجال المنافسة. وهنا نجد أن السعي لاستباق التغيير، قد يتضمن وجهين متناقضين يتجسدان في الأمان من ناحية، والمغامرة من ناحية أخرى.

التغيير وفق نمط طبيعي
يتعايش الناس باستمرار مع التغيير: إذ يمر كل فرد خلال حياته بتحولات شخصية، بدءًا بمرحلة الطفولة، ومروراً بالمراهقة ومرحلة الكهولة، ثم انتهاءً بمرحلة المشيب. وقد يقودك مسيرك المهني من مجرد تابع إلى احتلال موقع في السلم الإداري الأدنى، ثم الدرجة المتوسطة، وأخيراً مستوى مجلس الإدارة أو المجلس الاستشاري. واعلم أيضاً أن المؤسسات تمر أيضاً بمراحل نضوج وتطور، ويواكب ذلك تغيرات كبرى تطرأ على مستويات عديدة في مجال التخطيط والتنفيذ. ومن أجل الفوز بالرضا الشخصي والتقدم المهني؛ فإنه يتعين عليك تدعيم قدراتك على التغيير.

التعرف على مصادر التغيير
قد يأتي التغيير من اتجاهات متعددة، منها: الرؤساء أو المرؤوسون داخل إطار المؤسسة، وقد ينبعث التغيير من مبادرة شخصية أو يأتي من الخارج. وعليك أن تتأكد أنك محيط بكل مصادر التغيير المحتملة، ويتعين عليك كذلك أن تكون منفتحاً على التغيير أياً كان مصدره.

التغيير من الداخل
تنبعث معظم التغييرات التي تحدث في إطار مؤسسة ما من داخلها. ويعتبر أغلب هذه التغييرات ثانوياً، وغير ذي أهمية. وعلى سبيل المثال فهي قد تتطلب تعديلاً ولو طفيفاً في اتجاه العمل داخل المؤسسة، إلا أن معظم التغييرات الكبرى مثل: إعادة الهيكلة، والقرارات الخاصة بالاندماج تصدر عن المستويات العليا في المؤسسة. وعادة لا تكون متوقعة لدى بقية أعضاء فريق العمل في المؤسسة. وينبغي عليك عندما تكون في موقع المدير أن تبادر إلى التغيير بنفسك. ويقتضي الأمر أيضاً أن تقوم بدور حلقة الاتصال بين المستويات المختلفة من أعضاء فريق العمل. كما يجب أن تعمل على ضمان عدم حيلولة النظام دون الاستماع إلى أفكار صغار الموظفين.

ردود الأفعال تجاه المنافسين
تفصح مهارة المديرين عن نفسها من خلال ردود أفعالهم حيال التغيرات الخارجية. وإذا طرح أحد الصانعين من المنافسين منتجاً جيداً، أو قام بعمل تخفيضات على أحد المنتجات، فإننا في هذه الحالة نجد أن المدير السلبي يتجاهل ذلك التغيير الطارئ، وينكر أهميته، ويحجم عن إجراء تعديلات فيما يختص بالتطبيقات العملية لمؤسسته. ومن ناحية أخرى نجد المدير القوي ينتهز الفرصة لإعادة دراسة السوق، والنظر في عمليات الإنتاج من أجل اتخاذ قرارات ومواقف أفضل تجاه المنافسين. ويحرص المدير النشط على استباق المنافسين والعمل على استثارة التغيرات المقترنة، بتحقيق السبق وتأمين المكاسب.

ردود الفعل تجاه الظروف المحيطة
تؤثر الأسواق التي توجد فيها المؤسسة في عملية التغيير. وفي مجال التجارة ذات الدورات السريعة يألف المديرون استثارة التغيير، كما نلاحظ منهم إعادة الهيكلة الداخلية على فترات زمنية متعاقبة، وانفتاحهم على الممارسات والتطبيقات التجريبية. كما يؤثر انتماء المؤسسة وملكيتها في الاتجاهات المتعلقة بالتغيير، ففي الشركات العامة قد تجد نفسك تحت ضغط المستثمرين لإحداث التغيير ومباشرته، ومن ناحية أخرى قد تسمح الشركة الخاصة لك بإحداث تغيير مقرون بالمخاطرة ومباشرته، ولكن عادة ما يرتكز هذا التغيير على خبرات تجريبية.

النظر إلى الاعتبارات الشخصية
تؤثر طبيعتك الشخصية في ميلك للتغيير، ولا يرجى من الشخص السلبي الخجول الحذر أن يكون متحكماً للتغيير. ويتطلب التغيير وجود تابعين متحمسين مثلما يتطلب وجود قادة. ويتعين عليك محاولة استكشاف نوع الشخصية الأفضل في وصف كل عضو من أعضاء فريق العمل، ثم استخدم معلوماته في محاولة الحصول على أفضل النتائج من فريق العمل. ولدى توفير الحافز يمن لكل فرد أن يقدم إسهاماته الخاصة. ويتضح ذلك جلياً في وقت الأزمات عندما يقوم كل شخص ببذل أقصى ما في وسعه لتحقيق أقصى تغيير ممكن، في سبيل الحفاظ على وشع المؤسسة.

كتاب: التغيير لمجابهة المتغيرات
الناشر: مكتبة لبنان ناشرون
 
عودة
أعلى