أفضل تدريب للذاكرة للوقاية من مرض اللزهايمر

المشرف العام

المدير العام
طاقم الإدارة
أفضل تدريب للذاكرة للوقاية من مرض اللزهايمر
Riadhbensaoucha.jpg


الأستاذ رياض بن صوشة​
في بعض دوراتي التدريبية حول الذاكرة أسأل الحضور السؤال التالي: استطاع البريطاني Ben Pridmore تذكر سلسلة من الأرقام العشوائية تشمل 4140 رقم خلال 30 دقيقة ! واستطاع الألماني Boris Konrad تذكر 234 اسم لأشخاص من جنسيات مختلفة خلال 15 دقيقة ! واستطاع الصيني Wang Feng تذكر 100 رقم عشوائي منطوق بسرعة رقم واحد كل ثانية ! فكيف أمكنهم تحقيق ذلك ؟ ويكون هذا السؤال هو المدخل الذي أصل فيه بالمتدربين إلى أن الذاكرة هي مثل العضلة تزيد قوتها كلما دربتها أكثر.
ومن خلال مطالعاتي الكثيرة في مجال الذاكرة وجدت أن العلم كشف أن من يدرب ذاكرته لا يمكن أن يصاب بمرض ألزهايمر (Alzheimer) والتفسير العلمي لذلك أن من يدرب ذاكرته باستمرار، فإن خلايا الدماغ عند موتها (خلايا الدماغ هي الوحيدة في الجسم التي لا تتجدد ) تعوض بشعيرات عصبية تتكون حديثا لتعوض عمل الخلايا الميتة، وبالتالي تبقى قدرات التذكر لدى الإنسان دون تأثر. ولكن السؤال المهم هو كيف يمكن لكل الناس تدريب ذاكرتهم يوميا لوقاية أنفسهم من مرض فقدان الذاكرة ألزهايمر والذي أصاب حسب آخر التقديرات 30 مليون إنسان في العالم، وفي الجزائر وحدها أصاب أكثر من 100 ألف إنسان ؟
من خلال تأملي العميق في المقولة الشعبية: "من يحفظ القرآن لا يمكن أن يصاب بالخرف" وجدت أن لذلك تفسيرا علميا، حيث أن حفظ القرآن هو تدريب ممتاز للذاكرة مقارنة بما توصل إليه أكبر الخبراء في مجال تدريبات الذاكرة، وأنه بذلك طريقة ممتازة للوقاية من مرض ألزهايمر ! وبعد أن فتح الله علي بهذه الفكرة حاولت أن أبحث عن أي مصادر عربية على شبكة الانترنت تتكلم عن علاقة حفظ القرآن الكريم بالوقاية من مرض ألزهايمر فلم أجد أي مقال يتكلم عن هذا الموضوع ! وهذا ما دفعني أكثر إلى كتابة هذا المقال.
والآن كيف أن حفظ القرآن الكريم هو تدريب عملي للذاكرة وفق أعلى المعايير العالمية وبذلك هو وقاية من مرض ألزهايمر ؟ سوف نبين أوجه الشبه بين أعلى ما وصل إلى تدريب الذاكرة مع طرق حفظ القرآن المتبعة عندنا في العالم الإسلامي:
1- القرآن الكريم هو تدريب للذاكرة السماعية: أبطال العالم في الذاكرة يدربون ذاكرتهم السماعية يوميا من خلال جهاز كمبيوتر ينطق أرقام عشوائية بسرعات يمكن التحكم فيها إلى أن يصلوا إلى قدرات جبارة من تذكر الأرقام المنطوقة، وحفظة القرآن يدربون ذاكرتهم السماعية من خلال التكرار جهرا للقرآن الكريم مما ينمي قدرة الذاكرة السماعية لديهم !
2- القرآن الكريم هو تدريب للذاكرة البصرية: أبطال العالم في الذاكرة يدربون ذاكرتهم البصرية يوميا من خلال جهاز كمبيوتر يعرض لهم أرقام وكلمات عشوائية بسرعات يمكن التحكم فيها إلى أن يصلوا إلى قدرات جبارة من تذكر سلاسل الأرقام وقوائم الكلمات و الصور المختلفة، وحفظة القرآن يدربون ذاكرتهم البصرية من خلال تكرارا مشاهدة كلمات وما ينتج عنها من صور مختلفة لآيات القرآن على ألواح حفظ القرآن مما ينمي قدرة الذاكرة البصرية لديهم !
3- القرآن الكريم هو تدريب للذاكرة طويلة المدى: توصل خبراء الذاكرة أن من تدريبات الذاكرة نقل المعلومات إلى الذاكرة طويلة المدى من خلال تكرار المعلومات على فترات متباعدة (بعد ساعة، بعد يوم، بعد أسبوع بعد شهر، بعد 6 أشهر، و بعد سنة)، وحفظة القرآن أيضا يقومون بهذا التدريب من خلال تكرار الآيات الموجودة في ألواحهم حتى يتم حفظها جيدا وبعد ذلك يكررونها بعد يوم ويخصصون يوم محدد في الأسبوع لتكرار ما تم حفظه من سور قرآنية وشهر رمضان كل سنة لتكرار كل القرآن الكريم فقط من خلال الذاكرة !
من خلال ما سبق، فلا عجب أن حفظة القرآن تبقى ذاكرتهم دوما قوية رغم تقدم السن، وأن مرض ألزهايمر لا يعرف إليهم طريقا، لأنهم كانوا يدربون ذاكرتهم لسنوات ووفق أعلى أساليب التدريب العالمية.
نشر في : الخميس 10 نوفمبر 2011
 
عودة
أعلى