عائشة* ‬خليف* ‬صوت* ‬إذاعي* ‬أسعد* ‬الملايين* ‬مهدد* ‬بـ*"‬الصمت* ‬الأبدي*" ‬

المشرف العام

المدير العام
طاقم الإدارة
تعاني* ‬الأمرّين* ‬في* ‬وهران* ‬وتستغيث* ‬بالرئيس* ‬ووزير* ‬الاتصال* ‬لنجدتها

عائشة* ‬خليف* ‬صوت* ‬إذاعي* ‬أسعد* ‬الملايين* ‬مهدد* ‬بـ*"‬الصمت* ‬الأبدي*" ‬




thumbnail.php


عملت* ‬18سنة* ‬ليلا،* ‬وتركت* ‬أطفالي* ‬عند* ‬الجيران،* ‬فهل* ‬يكون* ‬هذا* ‬جزائي؟*"‬

زارت مكتب الشروق في وهران، وهي تحمل على أكتفاها تجربة السنوات الطويلة، وفي قلبها، تلبدت غيوم الحزن فلم تعد تفارقه، إنها الإعلامية والمذيعة السابقة، عائشة خليف التي عملت في الإذاعة الجهوية بوهران خلال الفترة الممتدة ما بين 1970إلى غاية 1988..

  • ثمانية عشر عاما* ‬من* ‬الحب* ‬المتبادل* ‬مع* ‬المستمعين،* ‬ومن* ‬الوفاء* ‬والإخلاص* ‬والإبداع،* ‬انتهت* ‬كلها* ‬إلى* ‬الضياع* ‬والألم،* ‬ومضاعفة* ‬المواجع،* ‬بسبب* ‬التهميش* ‬الذي* ‬تعانيه* ‬والأمراض* ‬المزمنة* ‬التي* ‬تتخبط* ‬فيها*.‬
  • من الصعب جدا، الحديث مع عائشة خليف، المذيعة التي كانت ميزتها المرح والفرح، وبعشقها لغة الضاد والأغاني الطربية لأم كلثوم وقراءة الشعر، وهي اليوم لا تكاد أن تتوقف عن الكلام، وسط فيض من الدموع، مبررة أنها تشعر بالحاجة إليها في كل مرة، تعود فيها بالذاكرة إلى سنوات* ‬الوجع* ‬التي* ‬عاشتها* ‬منذ* ‬تخليها* ‬عن* ‬الميكرفون،* ‬أو* ‬بالأحرى* ‬تخلي* ‬الميكرفون* ‬عنها*.‬
  • السيدة عائشة التي تتحدث عن سنوات عمرها في التقديم والتحرير والغناء، وأيضا في الدبلجة، تتذكر برامجها الكثيرة وفترتها الليلية التي كانت مسؤولة عنها في سنوات العطاء الأولى، "كنت أترك أطفالي الصغار عند الجيران وأذهب لأعمل بين منتصف الليل حتى السادسة صباحا، ضمن برامج كبيرة، بينها مغرب الشعوب، وهو البرنامج الذي ما يزال حتى الآن معلما مهما من معالم الإذاعة الوطنية، لم أكن أكثرت لما هو آت، لكن في الوقت ذاته، كنت أعتقد أن عملي كفيل بأن يضمن قوت عيالي، ولقمة عيشي، ويكفيني ما قد تخبئه لي السنبن في زمن الكبر والتقاعد"، هكذا تقول السيدة عائشة قبل أن تضيف: "حتى بعد تكفلي بأبنائي لوحدي، كنت أعتقد أن الإذاعة ستوفر لي الملاذ الآمن في سنوات عمري الأخيرة، لكن "يا حسراه على جهدي الضائع، وعلى مجد ظننته جبلا لا يهتز، فاليوم أنا أعاني في بيت ضيق بحي راس العين الشعبي، ولا أجد لا مسكنا* ‬ولا* ‬معيلا،* ‬حتى* ‬أبنائي،* ‬كل* ‬واحد* ‬غرق* ‬في* ‬همه،* ‬ولم* ‬أعد* ‬أشعر* ‬بأنني* ‬إنسانة* ‬أو* ‬مواطنة* ‬كاملة* ‬الحقوق* ‬في* ‬بلدي،* ‬هذا* ‬فضلا* ‬عن* ‬افتقادي* ‬لحياة* ‬الإذاعة* ‬التي* ‬كانت* ‬بمثابة* ‬أكسجين* ‬الهواء* ‬الذي* ‬أتنفسه*"‬*.‬
  • تقول السيدة عائشة خليف التي تحدثت للشروق بمرارة عن تجربة السنوات الضائعة في الإذاعة، إنها راسلت الرئيس بوتفليقة أكثر من مرة، وقد رد عليها المسؤولون بالرئاسة، بالقول إنها يجب أن تتبع الإجراءات العادية للحصول على سكن كغيرها من المواطنين، وحتى تقاعدها لم تحصل عليه،.." إنهم يسرقون حقي في التقاعد، ففي سنوات عمري التي أمضيتها في الإذاعة، كنت أتقاضى الدنانير القليلة، مقابل، اقتطاع راتبنا لأجل الضمان الاجتماعي، واليوم يتضح أن كل ذلك، كان مجرد كذب وسرقة، لأننا لم نحصل على حقوقنا أبدا" وتضيف السيدة عائشة التي برزت في البرامج الثقافية والاجتماعية خلال السبعينيات والثمانينيات، أنها لا تتمنى من الرئيس بوتفليقة ومن وزير الاتصال وكذا المسؤولين، إلا التفاتة من أجل تذكرها حيّة، وكذا العمل على التعجيل بملفها للتقاعد من أجل حصولها على منحة تكفل لها حقوقها وتعيلها، كما تسترها في سنوات عمرها الأخيرة.. "لقد قتلني المرض وأنا حية، واحتل جسدي كاملا، لكن صدقوني، إن مرض التهميش ووباء الإقصاء والتجاهل، لهو أشد ألما وإضرارا من كل الأمراض والأوبئة" هكذا تقول السيدة عائشة التي تساءلت عن سر الإبقاء على بعض الوجوه في التلفزيون رغم مرور سنوات تقاعدها منذ فترة، في الوقت الذي يتم التعامل فيها معها بأسلوب رخيص وإقصائي، "حتى عندما قرر أحد المسؤولين بإذاعة وهران أن يمنحني شرف تقديم برنامج ديني أسبوعي، لأساعد نفسي به، نفسيا وماديا، اعترض أحدهم وكأن الإذاعة ملكية خاصة".
  • وكشفت السيدة عائشة خليف أن اسمها سقط في اللحظات الأخيرة من تكريمها خلال ذكرى استعادة الإذاعة والتلفزيون في الـ28 أكتوبر الفارط، وذلك، في الوقت الذي كانت فيه السيدة عائشة رفقة ابتسام قادري واسم ثالث مرشحين للتكريم، "لكن أياد خفية تدخلت لإسقاطنا وتغييرنا بأسماء* ‬أخرى*"‬*.‬
  • تعب وقلق، وكثير من الوجع، تلك هي الأوصاف التي طغت على ملامح السيدة عائشة خليف، أو خفيف مثلما يقول البعض، وهي تمنت عبر الشروق أن تصل استغاثتها للجميع، بغية إنهاء حالة المعاناة التي تكابدها والمحنة التي تتخبط فيها، راجية أن ينتهي الكابوس الذي تعيشه منذ سنوات،* ‬وأن* ‬يتدخل* ‬البعض* ‬لإنقاذ* ‬هذا* ‬الصوت* ‬الذي* ‬أسعد* ‬الملايين* ‬في* ‬يوم* ‬من* ‬الأيام*!‬؟
 
"لقد قتلني المرض وأنا حية، واحتل جسدي كاملا، لكن صدقوني، إن مرض التهميش ووباء الإقصاء والتجاهل، لهو أشد ألما وإضرارا من كل الأمراض والأوبئة
كم اعجبتني هذه العبارة وكم آلمتني
سبحان الله كل الجزائريين يعانون من نفس الامرين
الله يعين الجميع
بارك الله فيكم على الموضوع
رغم انه مؤلما نوعا ما
دمت بكل خير
 
عودة
أعلى