شاب يخترع أجهزة تنقذ حياة آلاف الجزائريين

المشرف العام

المدير العام
طاقم الإدارة
beldjoudi_8__436415192.jpg

قدّم المخترع الموهوب جودي بلجودي أربعة اختراعات مهمة تفيد بشكل كبير في الحياة اليومية للفرد والمجتمع، وتساهم في التقليل من الأخطار التي تتربص بالأشخاص يومياً في كل مكان، ولكنه لم يجد من يأخذ بيده أو يقدِّم له الدعم الكافي لتجسيد هذه الابتكارات الثمينة على أرض الواقع. وفي لقاء جمعه بـ"الشروق" ناشد الحكومة الجزائرية التكفل باختراعاته التي تهدف إلى حماية الإنسان وإنقاذ حياة آلاف الجزائريين.

جودي بلجودي ابن بودواو ولاية بومرداس، تقني سام مختص في التبريد. اهتم بمجال الاختراعات نظراً إلى الحوادث الكثيرة التي يتعرض لها الأفراد يوميا في حياتهم الشخصية والعملية، فقرر ابتكار أجهزة حديثة من شأنها تقليل هذه الأخطار إلى أدنى حدّ، فجاء اختراعُه الأول ليحد من عدد الوفيات التي تُسجل يوميا جراء الاختناقات المتكررة بفعل تسرب الغاز. وهو عبارة عن جهاز يترصد رائحة الغاز المتسرب فيقوم بقطع الغاز والتيار الكهربائي آليا، وتشغيل المروحة التي تقوم بتهوية المنزل، ويعلم صاحب البيت بوجود خطر عن طريق الاتصال من هاتف آلي بالبيت إلى هاتفه الخاص ليتدخل في الوقت المناسب.


أما الاختراع الثاني فلا يختلف كثيرا عن الأول من حيث الهدف، حيث يرمي إلى التقليل من عدد ضحايا حوادث المرور يوميا، ويتمثل هذا الاختراع في جهازين، الأول عبارة عن زرّ يوضع في مقود السيارة، وفي حالة انحراف السيارة ولم يستطع السائق التحكم فيها أو السيطرة على مسارها، يقوم بالضغط على الزر فيعطي هذا الأخير إشارة إلى العجلات لتفقد ضغطها الهوائي أوتوماتيكياً، فتتوقف السيارة قبل أن تحدث الكارثة. ونفس الشيء بالنسبة إلى الجهاز الثاني، إلا أن هذا الأخير أكثر فعالية، باعتبار أنه ينقذ الشخص الذي يفقد وعيه، ويتعرض إلى انحراف السيارة، فيبدأ الجهاز مهمته بمجرد انحراف المركبة بمسافة 50 سنتمترا فقط يميناً أو يساراً، ليقوم بإرسال إشارة إلى العجلات لتفقد الضغط الهوائي بالتدريج حسب سرعتها في تلك اللحظة، ويُستعمل هذان الجهازان في السيارات والشاحنات على حد سواء، فإذا كانت السلعة المحمَّلة في الشاحنة أكبر من الوزن المعتاد وأثرت في قدرة السائق على التحكم في القيادة، فيقوم بالضغط على الزر الموجود في المقود لتفقد العجلتان الخلفيتان الضغط الهوائي وتتوقف الشاحنة.


ولم يغفل "جودي" الأمراض التي أصيب بها العديد من الرضع والأطفال نتيجة الحمى التي تتجاوز أحيانا 40 درجة مئوية دون أن تنتبه الأم إلى ذلك، خاصة أثناء نومها، لذا قام في الاختراع الثالث بمحاولة إيجاد حل بسيط وفعَّال لتنبيه الأم في حالة ما ارتفعت حمى رضيعها أو طفلها لأكثر من المعتاد، حيث صمم جهازا صغيرا يعلق بواسطة "مساك" صغير في ملابس الطفل ويوضع جهاز إنذار بالقرب من السرير، وفي حالة وجود حمى وبلغت حرارة جسمه 39 درجة مئوية عند الطفل، يقوم الجهاز الصغير بإرسال إشارات إلى جهاز الإنذار ليصدر صوتا قويا، يوقظ على إثره الأم من نومها. كما ابتكر جهازا مشابهاً للمرضى في المستشفيات، حيث يوضع الجهاز الصغير في سرير كل مريض وتعلق لوحة في غرفة الممرض تحمل أرقام الغرف وأمام رقم كل غرفة مصباح صغير، وإذا ما حدثت مضاعفاتٌ للمريض يبدأ المصباح الخاص بالغرفة في إشعال الضوء وإصدار صوت.


كما فكر المخترع "بلجودي" في الحد من ظاهرة التلوث البيئي من خلال اختراع جهاز لتصفية هواء مدخنة مصانع الإسمنت بهدف القضاء على الغازات الضارة المنبعثة منه والتي تضرُّ الإنسانَ والبيئة معاً.


وفي ختام اللقاء الذي جمعنا به وهو يشرح لنا تفاصيل ابتكاراته، ناشد "جودي" الحكومة التكفل بهذه الاختراعات التي تصب في صالح الفرد والمجتمع وبإمكانها إنقاذ حياة آلاف الجزائريين من الذين يقتلون سنوياً في حوادث المرور واختناقات الغاز.
 
عودة
أعلى