تشرق الشمس في كاراكاس. تستيقظ الكاتبة وتطال لوحتها الإلكترونية. تحط أفكارُها عند شريكها في لندن وهو يتدرّب على خشبة المسرح في المنطقة الشرقية. كلمات، صور، حبكات قصص وحوار من الماضي والحاضر. خطة لمسلسل جديد - عدوى تنتشر في العالم، حروب المخدرات، مؤامرة سياسية - تصل إلى مؤلِّف منتِج في بريده الإلكتروني في هوليوود، فيتصل بمعارفه بدبي ومومباي وبيجين وبرلين. اتفاقات معقودة، أموال مكفولة، توزيع مضمون.
يبدأ التصوير: مشاهد خارجية في وارزازات، وداخلية في بروكلين، حيل تصويرية من بانكوك. ثم تضاف الموسيقى: خليط من الأنغام البرازيلية بأبواق نيجيرية ومسحة أوتار تشيكية. موسيقى الفيلم تلقى معجبين يشاهدون الفيلم من على شاشات بأحجام شتى وفي كل حدب وصوب.
أفلام، مسلسلات، كتب، فنون، ألعاب فيديو - خلاصتها أعمال ثقافية - طالما قطعت الحدود. هكذا يحوِّل عصر اللاسلكي أو "الواي-فاي" طريقة إبداع الثقافة المستهلكة وكيف توزَّع وتتداولها الأسواق وتتمتع بها، أسواقٌ تقفز فوق الحدود الوطنية. فالتقنيات الرقمية بمنافذها المتزايدة أبداً تسحق العوائق المادية واضعة التعاون عبر الثقافات في متناول كلّ فنان ومبدع، مُطعمةً المخيلة بطرق جديدة. وبهذا الازدهار الذي يشهده الإبداع الرقمي ينعم المستهلك الرقمي. نقرأ، نشاهد، نسمع أعمال عدد لا يحصى من المبدعين من مختلف أرجاء العالم، حيثما وأينما وكيفما شئنا.
الثقافة تتجدد - كيف نبتدعها، كيف نجدها، كيف نموّلها، لا ينقصه تحديات. أما التحدي الذي يواجهه نظام الملكية الفكرية بمرونته وقدرته على التكيّف فهو المساعدة على ضمان رزق مناسب للفنانين والمبدعين في عالمنا المرقمن تقديراً لعملهم ولكي يستمروا في الإبداع. لذا نستكشف إبان اليوم العالمي للملكية الفكرية في هذا العام بعض القضايا المحيطة بمستقبلنا الثقافي. سنتحدث إلى خبراء مختصين بالإبداع في الأسواق الرقمية، وإلى مبدعين أنفسهم، علّنا نستشرف منهم مستقبلنا. انضموا إلينا على فيسبوك لمتابعة القصة، إذ بدأ الموسم الأول